السعودية وقطر أكثر دول الخليج توفيراً لفرص العمل

Posted on April 19, 2010

قطاع الخدمات اللوجستية يليه قطاع التجزئة والسلع الاستهلاكية الأكثر نمواً في المنطقة. الإمارات تسجل تراجعاً في نسب التوظيف خلال الربع الأخير من 2009 لكنها تبقى أكثر وجهات العمل شعبية بين الوافدين

أظهرت نتائج دراسة جديدة قامت بها شركة جلف تالنت دوت كوم المتخصصة في التوظيف الالكتروني في الشرق الأوسط أن السعودية توفر أعلى نسبة من فرص العمل الجديدة للوافدين مقارنة بالدول الأخرى في الخليج.

وارتفع عدد الموظفين الوافدين في المملكة بنسبة تُقدّر بـ 2.4% في الربع الأخير من عام 2009، وجاءت دولة قطر في المركز الثاني بنسبة 2.2%. وأظهرت سلطنة عُمان زيادة هامشية في عدد الموظفين الوافدين بلغت 0.3%.

واعتمدت هذه النتائج على الزيادة الواقعية لأعداد الموظفين التي تحدث عنها 11 ألف مديراً شاركوا في استبيان أجرته شركة جلف تالنت دوت كوم.

وساهم الإنفاق الهائل للحكومة السعودية على مشروعات البنية التحتية في المحافظة على النشاط الاقتصادي خلال الأزمة الاقتصادية العالمية، بينما دعم الاستغلال المتواصل لاحتياطيات الغاز الهائلة في دولة قطر حركة النمو فيها، حيث تمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم.

وحسب نتائج الاستبيان، شهدت الكويت والإمارات والبحرين انخفاضاً في عدد الوافدين الذين تم توظيفهم في الربع الأخير من العام الماضي، وبلغت نسب الانخفاض 2.8% و 4.2% و 7.7% على التوالي.

وقد تأثر الاقتصاد الإماراتي بشكل كبير العام الماضي بتباطؤ القطاع العقاري وتشديد سياسات الإقراض المصرفي. أما البحرين والكويت، فقد تأثرتا بشكل واسع بسبب انكشاف القطاع المصرفي والاستثماري بسبب تداعيات الأزمة.

وتتوافق نتائج جلف تالنت دوت كوم مع حركة تحويل الأموال من قبل الوافدين. وحسب البيانات والتقديرات التحليلية، ارتفع حجم التحويلات المالية الخارجية في السعودية بنسبة 12% عام 2009 مقارنة بالعام الذي سبقه، بينما انخفضت التحويلات المالية الخارجية في الإمارات بنسبة 15% خلال نفس الفترة.

وتُبيّن اللقاءات التي أجرتها جلف تالنت دوت كوم مع مدراء الموارد البشرية أن الطلب المتزايد على الموظفين في السعودية وقطر يتأتى من عدة عوامل تشمل توظيف موظفين جدد وانتقال موظفين من مكان إلى آخر ضمن المنطقة، حيث تعمد شركات في الخليج إلى نقل موظفيها من الأسواق ذات الحركة البطيئة إلى أسواق أخرى، كما هو الحال في الإمارات.

تفاوت أداء القطاعات الاقتصادية

أظهرت الدراسة أن احتمالات الحصول على الفرص الوظيفية للوافدين في منطقة الخليج تتفاوت بين القطاعات الاقتصادية المختلفة. فقد ارتفعت أعداد الموظفين الوافدين في قطاع الخدمات اللوجستية بنسبة 3% في الربع الأخير من عام 2009 فيما ارتفع عدد موظفي قطاع التجزئة والسلع الاستهلاكية بنسبة 2.6% في ذات الفترة.

وعلى الجانب الأخر، كان القطاع العقاري وقطاع النفط والغاز أكثر القطاعات تأثراً من حيث انخفاض عدد الموظفين وذلك بنسبة 7.8% و 4.7% على التوالي.

أما بالنسبة للفئات الوظيفية، فقد ازدادت فرص العمل في مجال المبيعات بنسبة 3.5% مما قد يشير إلى التفاؤل المتزايد في هذا المجال حيث تستعد الشركات لتلبية الزيادة المتوقعة في الطلب خلال عام 2010، حسب الدراسة.

وظهر انخفاض في عدد الوافدين العاملين في المجالين المالي والإداري حيث بلغ نسبة الانخفاض الصافي 3.1% و 2.2% على التوالي، مع تواصل جهود الشركات في ترشيد مهام الأقسام الإدارية ومحاولة تعزيز فعاليتها الوظيفية. في حين انخفضت وظائف المجال الهندسي بنسبة 2.6% وذلك نظراً لأن المشروعات الجديدة لم تستطع بالكامل استيعاب أعداد المهندسين الذين انتهت خدماتهم في المشروعات المنتهية.

توجهات حركة انتقال الموظفين

بالرغم من أن أعداد الموظفين اجمالاً أظهرت زيادة صافية في عدد من الدول، شهدت كل المنطقة بعض التخفيض في أعداد الموظفين خلال الربع الأخير من عام 2009.

وحسب نتائج دراسة جلف تالنت دوت كوم، استطاع أكثر من نصف الموظفين الذين فقدوا وظائفهم الحصول على وظائف أخرى في المنطقة، بينما عاد نحو ثلث هؤلاء إلى بلادهم الأصلية. أما بقية الموظفين من هذه الفئة فقد تحوّل بعضهم إلى الدراسة بدوام كامل أو توجهوا نحو تنفيذ مشاريع أعمال خاصة أو يختارون حالياً بين عروض العمل أو لازالوا يواصلون البحث عن فرص وظيفية.

وكان احتمال عودة المواطنين الأوروبيين إلى أوطانهم الأصلية الأكبر بين مجموعات الوافدين بعد فقدانهم لوظائفهم حيث قام بذلك 55% منهم، مقارنة بـ 37% من الوافدين الآسيويين و 18% فقط من الوافدين العرب.

وسجلت قطر أكبر نسبة لعودة الموظفين الذين فقدوا وظائفهم إلى بلادهم الأصلية بنسبة (54%)، وذلك نظراً لطبيعية قوانين الإقامة الصارمة التي لا تسمح بتغيير الشركات التي يعملون بها.

وسجلت الإمارات أعلى نسبة بين دول الخليج للوافدين الباحثين عن العمل بعد انتهاء خدماتهم، مما يعكس الأوضاع الاقتصادية الحالية فضلاً عن شعبية الإمارات بين فئات الوافدين المختلفة حيث يتردد الكثيرون في مغادرة الإمارات.

وبالرغم من الطبيعة غير المتوازنة لامكانات التوظيف، توقع المشاركون في دراسة جلف تالنت دوت كوم في دول الخليج الست حصول زيادة في نسب التوظيف خلال عام 2010.

وأجرت الدراسة خلال شهري فبراير ومارس 2010 من قبل جلف تالنت دوت كوم، الشركة الرائدة في خدمات التوظيف على شبكة الانترنت في الشرق الأوسط، والتي يبلغ عدد المستخدمين المسجلين لديها 1.5 مليون مختص ومهني. ويشكل الموقع مصدراً رئيسياً للكوادر والكفاءات المحلية والوافدة بالنسبة لأكثر من 3000 جهة عمل وشركة توظيف في كافة أنحاء المنطقة.

Subscribe to receive similar articles

Post Comment

Your email address will not be published