غلاء المعيشة في دبي المعاناة الأبرز للشباب

USA, 24 Jan 2007

تقرير: شربل راجي

دبي، الإمارات العربية (CNN Arabic)-- للكثير من الناس، تعتبر دولة الإمارات العربية بلدا نموذجيا يطمح العديد للعيش فيه، فمجالات العمل عديدة، ونمط الحياة عصري، يتماشى مع روح الشباب العصري..

إلا أن تدفق القادمين إلى دبي من مختلف الجنسيات جعل سوق العمل يضيق نسبيا، وبالتالي انخفضت المداخيل الفردية، وطبيعيا، ازداد الإقبال على الشقق السكنية، فارتفعت الأسعار.

CNN بالعربية تنقلت بين الشباب لتسمع معاناتهم، وإذ بالغالبية تركز على غلاء المعيشة وارتفاع الإيجارات.

يقول أحد الشباب "انتقلت إلى دبي منذ أكثر من سنة، وأواجه مشاكل عديدة. فالسكن مرتفع جداً، الأمر الذي لا يسمح بالادخار، و يصبح بالتالي المصروف أكثر من المدخول، فضلاً عن أزمة السير الخانقة، التي تنهك قوانا، وتخفف من إنتاجيتنا".

هذا الكلام أكدته أيضاً إحدى السيدات، التي قالت "الإيجارات في دبي مرتفعة بشكل خيالي، فأنا وزوجي نعمل هنا ومدخولنا بالكاد يؤمن لنا إيجار المنزل، فإيجارات دبي أغلى من إيجارات أوروبا. وهنا لا شيء بالمقابل، فنحن حتى لا يحق لنا الحصول على الجنسية."

وأضافت "لا أنكر أن دبي تتمتع بتسهيلات متعددة، ونوعية حياة جيدة. إلا أنه بالمقابل هناك مشاكل كثيرة، ومنها انعدام الحياة الاجتماعية، وزحمة السير غير المعقولة، وهي مشكلة قائمة بحد ذاتها."

ويتفق أحد الشباب مع ما قالته السيدة، حيث قال "مشكلة السكن في دبي فعلاً لا يستهان به، فالأسعار ترتفع سنة بعد سنة، والإيجار يستحوز على القسم الأكبر من المدخول. المؤسف أيضاً أن لا حياة اجتماعية في دبي."

ورغم ما نراه ونقرأ عنه في مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية عن إمارة دبي، من ميزات وإبداعات، إلا أن لارتفاع الإيجارات، وزحمة السير الخانقة، وشبه انعدام الحياة الاجتماعية جراء كثافة المنافسة بالعمل، تأثيراته السلبية على الجميع من مغتربين وكذلك المواطنين.

فقد قام موقع GulfTalent الإلكتروني، الخاص بتوظيف الكفاءات في الشرق الأوسط بإعداد دراسة عامة، أطلعنا على أبرز ما جاء فيها، ياسر حاتمي، المدير الاداري، فقال "تشير نتائج التقرير، الذي أعدته مؤسستنا إلى العديد من التطورات الهامة: أولاً، ارتفاع الرواتب في دول الخليج بسبب ارتفاع حدة المنافسة في جذب الخبرات. ففي الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف المعيشة، هبطت معدلات التوفير في عدة أجزاء من المنطقة، وبخاصة إمارة دبي."

وأضاف "وبشكل عام، ومن وجهة نظر اقتصادية بحتة، لم تعد دول الخليج مكاناً ملائماً للتوفير بالنسبة للعمالة الوافدة، كما كان الحال في السابق. ولكن تتوفر في دبي بيئة عصرية، وفرص عمل متنوعة، الشيء الذي يجذب شرائح جديدة من العمالة الوافدة."

ويتابع ياسر حاتمي حديثه " وثمة تحديات عديدة يواجهها القادمون إلى دبي، ومن أبرزها ارتفاع تكاليف المعيشة، وخاصةً الايجارات، التي ازدادت أكثر من ستين بالمائة خلال العامين الماضيين، فشقة مكونة من غرفتي نوم تكلف في دبي حوالي ألف وثمانمائة دولار أميركي شهرياً، أي ضعفي الأسعار في المدن السعودية."

وقال " كما ارتفعت أسعار الوقود، والعديد من الخدمات الحيوية الأخرى."

وشدد حاتمي على أن دبي لم تعد نقطة جاذبة من وجهة نظر اقتصادية، كما كانت عليه في السابق، ولكنها لا تزال تجتذب شرائح مختلفة من الوافدين، نظراً لتنوعها العرقي والتراثي، وبنيتها التحتية الحديثة، ونمط العيش العصري فيها.

والسؤال الآن، هل يتحدى الشباب هذا الواقع، ويعودون إلى بلادهم، أم يتقبلون هذه الصعوبات بحلوها ومرها؟