جائحة كوفيد-19 تفرض تحولات مهنية غير مسبوقة في سوق الوظائف الخليجية

Posted on December 08, 2020

العاملون في قطاعات التعليم والطيران والضيافة الأكثر تضررًا، والكثيرون منهم يغيرون مهنهم للانضمام إلى قطاعات أقل تضررًا

اضطر الكثير من المهنيين في منطقة الخليج إلى تغيير وظائفهم وخطهم المهني نتيجة الانخفاض الشديد في حركة التوظيف بسبب جائحة كوفيد-19، حسب ما وجدت أحدث دراسة سوقية قامت بها شركة جلف تالنت المتخصصة في أنشطة التوظيف في الشرق الأوسط.

وقارنت الدراسة الاتجاهات الجديدة في دعوات المقابلات التي يتلقاها الباحثون عن فرص العمل على الموقع الالكتروني GulfTalent.com خلال فترة التسعة أشهر من مارس إلى نوفمبر 2020، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019. ووجدت الدراسة أن متوسط عدد دعوات المقابلات المهنية لكل باحث عن عمل قد انخفض بما يقرب من 50٪ في عدد من القطاعات السوقية.

الفائزون والخاسرون

كان الانخفاض في حركة التوظيف الأكثر حدة من بين فئات الوظائف جلياً بالنسبة للمدرسين والعاملين في توريد المأكولات، حيث انخفض عدد دعوات المقابلات الخاصة بهم بنسبة 48٪ و 35٪ على التوالي. وشهدت معظم المهن الأخرى انخفاضًا معتدلاً في الطلب، بما في ذلك المهندسين والمحامين، يليهم متخصصو التسويق وتكنولوجيا المعلومات والتمويل والموارد البشرية.

وفي الوقت نفسه، شهدت مجموعة من المهن زيادة في الطلب على التوظيف خلال الجائحة، لا سيما الطاقم الطبي الذي تمتع بزيادة بنسبة 19٪ في الطلب، يليه العاملون المتخصصون في الخدمات اللوجستية بنسبة 12٪، وذلك بفضل النمو السريع لحركة التسوق عبر الإنترنت.

كما شهد قطاع المبيعات تأثرًا متبايناً، حيث ارتفع الطلب على العاملين في المبيعات عبر الهاتف بسبب القيود التي فرضت على التنقل والاجتماعات المباشرة.

ومن بين القطاعات الاقتصادية، كان أكبر انخفاض في حركة التوظيف في قطاعات التعليم والطيران والضيافة. وكانت كانت الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية القطاعين الوحيدين في زيادة أنشطة التوظيف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

أما بالنسبة لنتائج الدراسة حسب التحليل الجغرافي، فقد شهد المهنيون في منطقة الخليج تأثراً أقل بالجائحة العالمية. فقد انخفضت دعوات المقابلات للمرشحين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بنسبة 14٪ و 3٪ على التوالي، بينما زادت المقابلات في دولة قطر بنسبة 17٪ حيث لم يعد أصحاب الأعمال في وضع يمكنهم من ملء الوظائف الشاغرة بكوادر جديدة تأتي من خارج المنطقة.

وعلى النقيض من ذلك، عانى المرشحون الذين يبحثون عن فرص عمل في الخليج والمقيمون في الهند وباكستان من انخفاض في الطلب بنسبة 46٪ و 41٪ على التوالي، حيث تسببت عمليات إلغاء الرحلات الجوية وإغلاق الحدود إلى توقف التوظيف من خارج المنطقة. وحدث تباطؤ مماثل في حركة التوظيف من مصر ولبنان، وهما من الدول العربية التي تعتبر مناطق مشتركة لاستقدام القوى العاملة بالنسبة لأرباب العمل في الخليج.

كما أدت تداعيات الجائحة إلى انخفاض كبير في مستوى الرواتب، حيث تحول ميزان العرض والطلب لصالح أرباب العمل. ويكشف تحليل الوظائف الشاغرة المنشورة على موقع جلف تالنت دوت كوم خلال الأشهر التسعة منذ ظهور كوفيد-19 عن انخفاض بنسبة 24٪ في الرواتب المعلن عنها، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وكان انخفاض الرواتب أكبر بالنسبة للمهن الأكثر تضرراً من الجائحة، مثل المعلمين والطهاة، بينما شهدت الوظائف الأقل تأثراً انخفاضاً أقل في معدلات الرواتب أو عدم انخفاضها.

التحولات المهنية

أدى الضغط الاقتصادي الهائل الذي نجم عن الجائحة إلى فقدان الوظائف وتخفيض مستوى الرواتب وتأخير تسليمها، إضافة إلى الركود الوظيفي للكثير من الوافدين في دول الخليج. وفي حين اضطر الكثيرون إلى مغادرة المنطقة نتيجة لذلك، سعى البعض للاحتفاظ بإقاماتهم ومدخراتهم من خلال التحوّل إلى وظائف بديلة في المنطقة، حسب نتائج دراسة جلف تالنت.

ورأت الدراسة أن أفراد طواقم الطائرات على سبيل المثال الذين فقدوا وظائفهم انتقلوا إلى وظائف في مجال الوساطة العقارية. كما انتقل معلمون واجهوا خطر فقدان الوظائف أو أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر إلى وظائف إدارية وفي مجال السكرتارية وكانت تلك وظائف شائعة لهذه الشريحة. وفي الوقت نفسه، تم تسريح الكثير من العاملين في مجال المطاعم وانتقلوا للعمل في وظائف في مجال خدمة العملاء.

كما أجبرت الجائحة الكثيرين على العمل الحر من منازلهم أو فتح بعض المشاريع. وقال بعض المعلمين أنهم ولأول مرة في حياتهم قاموا بتعليم الطلاب من منازلهم من خلال تقنية "زووم" للتعلم عن بُعد، بينما قام البعض من خلفيات مختلفة – الذين يتزايد عددهم بشكل مستمر - بإنشاء متاجر الكترونية لبيع بضائعهم.

الجدير بالذكر أن دراسة جلف تالنت استندت إلى تحليل حركة التوظيف لعامي 2019 و 2020، التي شملت 6 ملايين طلب عمل مقدم من الباحثين عن فرص التوظيف، و 350 ألف دعوة مقابلة صادرة عن أصحاب الأعمال، ومقابلات استقصائية مع عينة من المرشحين.

Subscribe to receive similar articles

Post Comment

Your email address will not be published