بدء انتعاش حركة التوظيف في الإمارات بعد انخفاض أنشطته بنسبة 50٪ بسبب جائحة كورونا

Posted on June 16, 2020

أعلى معدل للانخفاض في الطلب على الوظائف شمل المدرسين والمتخصصين في التسويق، بينما ارتفع الطلب على المهنيين في القطاع الطبي. وواحد من كل أربعة مرشحين للوظائف على استعداد لقبول راتب أقل مما كان يتقاضاه في وظيفته السابقة

شفت جلف تالنت عن انخفاض أنشطة التوظيف من قبل أصحاب الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 50٪ بسبب جائحة كورونا، لكن حركة تلك الأنشطة بدأت بالتعافي جزئياً بعد تخفيف حالة الإغلاق مؤخراً، حسب نتائج أحدث الأبحاث السوقية التي أجرتها الشركة.

وقد استندت نتائج الدراسة البحثية إلى تحليل أنشطة التوظيف على الموقع الإلكتروني لشركة جلف تالنت (GulfTalent.com) خلال الفترة من يناير إلى 15يونيو 2020.

وتشير البيانات إلى أنه بعد التراجع الأولي الحاد خلال شهر مارس، وصلت أنشطة التوظيف إلى أدنى مستوياتها في أوائل شهر أبريل بعد تنفيذ الإغلاق على مستوى الدولة. وتحسنت تلك الأنشطة بشكل طفيف خلال شهر مايو، باستثناء فترة عيد الفطر المبارك التي تشهد في العادة تباطؤاً ملحوظاً. ومنذ بداية شهر يونيو، ارتفع معدّل أنشطة التوظيف بشكل بارز على الرغم من أنه لا يزال أقل من المستويات التي شهدناها قبل إغلاق المدارس في أوائل شهر مارس.

وكان انخفاض حركة التوظيف في دولة الإمارات مشابهاً للأسواق الأوروبية، حيث تراوح الانخفاض الأولي في حجم عمليات التوظيف من 30٪ في ألمانيا إلى 70٪ في المملكة المتحدة، حسب بيانات موقع "انديد".

الوظائف الأكثر تأثراً

كانت أكثر المهن تأثراً بجائحة كوڤيد-19 في دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالي التسويق والتدريس، حيث شهدا انخفاضاً بنسبة 60٪ في عدد دعوات المقابلات في شهر أبريل مقارنة بشهر فبراير. وأتت المهن في مجال المبيعات وخدمة العملاء والموارد البشرية في المراتب التالية حيث انخفض الطلب عليها بأكثر من 50٪ خلال نفس الفترة، وتبعتها المهن في مجال الإدارة الإشرافية والعمليات والإدارة العامة بانخفاض بلغت نسبته 40٪ لكل من تلك المهن. وكانت أدنى نسب الانخفاض على الطلب من نصيب المهن في مجالات تكنولوجيا المعلومات والمالية والهندسة بأقل من 30٪.

أما المهن الطبية فكانت فئتها هي الوحيدة التي تمتعت بارتفاع في حركة الطلب مقارنة بفترة ما قبل جائحة كوڤيد-19، حيث شهدت زيادة في عدد دعوات المقابلات بنسبة 18 ٪ في شهر أبريل مقارنة بشهر فبراير.

ويعود السبب الرئيسي لانخفاض معدلات التوظيف إلى انكماش نشاط الأعمال في معظم القطاعات بسبب الجائحة وحالة عدم التيقّن حول التوقعات المستقبلية، ما اضطر الشركات إلى تخفيض التكاليف والمحافظة على السيولة النقدية. ونتيجة لذلك، قام العديد من أصحاب الأعمال بتعليق خططهم للتوسع أو تأجيل عمليات التوظيف في الوظائف الشاغرة لديهم أو البدء في تقليص حجم العمالة.

أما بالنسبة للشركات التي تستمر في عمليات التوظيف، فقد أدت العوائق اللوجستية التي أحدثها الوباء إلى إبطاء حركة التوظيف لديها. وشملت تلك العوائق اللوجستية صعوبات في ترتيب المقابلات وجهاً لوجه وعدم القدرة على استهداف المرشحين في الدول الأخرى بسبب إغلاق الحدود، إضافةً إلى التحدي المتمثل في انضمام وتدريب الموظفين الجدد بسبب ترتيبات العمل عن بُعد.

اتجاهات المرشحين

كما انخفضت نشاطات البحث عن عمل من قبل المرشحين بشكل كبير حيث شهدت إعلانات الوظائف الشاغرة على موقع جلف تالنت خلال شهر أبريل معدل انخفاض بلغت نسبته 40 ٪ مقارنة بالوظائف الشاغرة في شهر فبراير. وبينما يبحث المرشحون عادةً عن أرباب عمل جدد كوسيلة لزيادة دخلهم، اتجه كثيرون منهم خلال الأزمة الحالية نحو الاحتفاظ بوظائفهم وعدم البحث عن فرص جديدة إلا إذا أصبحوا في طابور العاطلين عن العمل، أو تم وضعهم في إجازة غير مدفوعة الأجر أو وجدوا أن وظائفهم في خطر.

وينعكس ذلك على توقعات رواتب المرشحين، والتي انخفضت بشكل ملحوظ. وللانتقال إلى وظيفة لدى جهة أخرى في دولة الإمارات، يطلب المتقدمون للعمل على موقع جلف تالنت معدّل زيادة في الراتب بنسبة 2٪ فقط في أبريل، ما يمثل انخفاضاً حاداً من نسبة 14٪ المسجّلة في شهر فبراير. وكان واحد من كل أربعة متقدمين مقيمين في دولة الإمارات في أبريل على استعداد لقبول وظيفة جديدة براتب أقل من وظيفته السابقة.

الجدير بالذكر أنه مع ارتفاع معدلات البطالة في كافة أنحاء العالم إلى مستويات قياسية، من المرجح أن يتوفر عدد كبير من المرشحين من دول العالم المختلفة لأصحاب الأعمال في الإمارات، سواءً للانتقال بهدف العمل داخل الدولة أو للعمل عن بُعد. ومن المتوقع أن يزيد ذلك الوضع الجديد ضغوطات إضافية تهبط بسلم الرواتب في الإمارات في النصف الثاني من العام الحالي.

Subscribe to receive similar articles

Post Comment

Your email address will not be published